عن التوحيد و العدل في علم الكلام الأشعرى و علم الكلام الاعتزالي

عن التوحيد و العدل في علم الكلام الأشعرى و علم الكلام الاعتزالي
———————————————————————————————————————

هل الصفات الإلهية زائدة عن الذات الإلهية؟ (الأشاعرة) أم إنها عين الذات الإلهية؟ (المعتزلة

عند الأشاعرة العدل يؤسَس على التوحيد و إن الصفات الإلهية زائدة عن الذات بمعنى إن الأفعال المؤثرة في العالم هي من أفعال الصفات الإلهية
فإن أي شيء يحدث يحدث بمشيئة و قدرة الإله بالمعني الذي ينفي الفعل الإنساني و من هنا ينبني تصور نافي لفاعلية الإنسان و فاعلية قانون السببية.
و يذهب في ذلك الأشاعرة متجاهلين “أن إثبات فاعل خارجي يبطل إثبات الصانع القائم على الشاهد و هو إن لكل فعل فاعلاً, فكيف لا يكون الإنسان فاعلاً لفعله و هو الشاهد و كيف يمكن إثبات الغائب على شاهد غير حاصل.”
و بهذا يعتقد الأشاعرة في الجبرية و الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب.

عند المعتزلة التوحيد يؤسس على العدل فإن إثبات الفعل الإنساني مقدوراً للإنسان وحده و نفي مسئولية الله عنه استناداً إلى عدله و إثباتاً له.
و العدل عند المعتزلة يربط بين صفة العدل و الأفعال الإنسانية ويرون أن الإنسان حر في أفعاله و يقولون ذلك لكي ينقذوا التكليف الشرعي لأن الإنسان المسلم مكلف شرعيا والإنسان مسئول عن هذه الأفعال حتى يستقيم التكليف ويكون الثواب عدلا والعقاب عدلا. خلافا للجبرية الذين يعتقدون أن الأفعال من خلق الله والإنسان مجبور عليها. إلا أن المعتزلة ترى أن عدل الله يقتضي أن يكون الإنسان هو صاحب أفعاله.

في الحقيقة إن النسق الأشعري بجبريته لا ينفي التكليف الشرعي و إن كان عدم نفيه له يضعه في تناقض, فكيف للإنسان أن يحسب له على فعله ثواب أو عقاب إن لم يكون هو المسؤول عن الفعل؟
و إما المعتزلة بإثباتهم إن الفعل الإنساني مقدوراً للإنسان وحده فيستقيم هنا التكليف الشرعي و بالتبعية مسألة الثواب  و العقاب
و إن لم يختلف الإثنان في نتاجهم الأخير إلى إن طرح كل منهم بشكله يؤدي إلى نتائج مغايرة في الواقع

فهذا النسق الأشعري له مؤثراته الإحتماعية و النفسية إلتي أدت إلى اهدار القيمة الإنسانية و ثبتت مفاهيم مثل التواكل و انعدام السببية في أذهان المسلمين و هكذا أصبح هذا النهج الأشعري هو سبب تخلفنا.

 

معظم الكلام مقتبس من كتاب نقد الخطاب الديني لنصر حامد أبو زيد

Leave a comment